تشاهدون الآن: | |
---|---|
موضوع:“القصبة”.. حكاية عريقة تروي تاريخ الجزائر | |
سلسلة:تاريخ الجزائر بعد الإستقلال | |
نبذة:القصبة في بضعة أسطر | |
الصنف:القصبة،الجزائر،الثورة |
ويعد هذا الحي بموقعه ومعالمه وهندسته شاهدا على ذاكرة الأمة وتاريخ الشعب الجزائري لإحتوائه على أكبر تجمع عمراني لمبان يعود تاريخ بنائها إلى عصور طويلة مضت وخير شاهد على ذلك قصور من العهد التركي نذكر منها قصر مصطفى باشا، قصر دار الصوف، قصر دار القادس، قصر سيدي عبد الرحمن و دار عزيزة بنت السلطان وقصر دار الحمرة الذي تحول إلى دار للثقافة إلى جانب قصر لأحمد باي الذي يستغله المسرح الوطني حاليا. وأكثر ما يميز القصبة عن الأحياء الأخرى بالجزائر هو أزقتها الضيقة التي تشبه المتاهة في تداخلها لدرجة قد تجعل زائرها لأول مرة يتوه فيها ويتعذر عليه وجود مخرج لوجود أزقة كثيرة مقطوعة تنتهي عادة بأبواب المنازل وأشهر أزقتها “زنيقة العرايس” و”زنيقة مراد نزيم بك ” وفيها عدة عيون مشهورة كالعين المالحة في باب جديد وبئر جباح في قلب القصبة وعينان في أسفلها، ورغم ضيق أزقتها إلا أنها تضم الكثير من المحلات الخاصة بالأحذية والألبسة التقليدية وكل ملتزمات العرائس التي تخفي كنوزا من الفن المعماري وراء جدرانها، كما تتميز بصناعاتها التقليدية التي تمثل أصالة الفني العاصمي كصناعة النحاس و الجلود و الحدادة والفخار.
القصبة نفق أسرار لحكاية بلد الميون والنصف مليون شهيد:
يشعر زائر القصبة للوهلة الأولى أنه يدخل في نفق مليء بالحكايات والأسرار، ولكنه يدرك بعد لحظات أن هذا النفق يقوده إلى تاريخ بلد المليون والنصف مليون شهيد، ففي هذه الأزقة نمت أولى بذور الثورة الجزائرية وهذا ما يتجسد على الكثير من جدران هذه البيوت التي تحمل إسم هذا الشهيد أو تلك الشهيدة من الذين حفروا تاريخ بلاد البهجة الحديث في ذاكرة الإستعمار. فمن القصبة إنطلقت أولى شرارات الثورة بالعاصمة الجزائرية بعد الأوراس فكان حي القصبة معقل الثوار في دار السبيطار التي كانت مخبأ للمجاهدين أمثال علي لابوانت وأحمد زبانة و جميلة بوحيرد وجميلة بلباش وحسيبة بن بوعلي وغيرهم من المجاهدين الذين حركوا الثورة في وسط العاصمة و هددوا أمن الفرنسيين. وكانت القصبة أيام ثورة التحرير الحي المشتبه فيه دائما من طرف المستعمر نظرا لمبانيه القديمة وأزقته الضيقة ، التي تساعد المجاهدين على الإختباء وتصعب دخول القوات الاستعمارية عند ملاحقتهم.
ملهمة الفنانين:
وكان حي القصبة من الأماكن التي ألهمت الكتاب الجزائريين وفجرت قرائحهم ،وعلى رأسهم الأديب الجزائري الراحل “محمد ديب” في رواياته “دار السبيطار” و”الحريق” و”الدار الكبيرة” ، كما إستلهم الكاتب “ياسف سعدي” كتابه “معركة الجزائر” من الأحداث التي وقعت في القصبة العتيقة إبان الثورة الجزائرية وحوله إلى فيلم كبير عرض حتى في قاعات السينما الأمريكية كما كانت مصدر إلهام لعديد من الفنانين التشكيليين الذي بهرو لسحرها فحاولوا أن يجسدوا أصالتها في لوحاتهم لتكون هذه المورثات العظيمة مخلدة لتاريخ الجزائر ومجسدة لآثاره على صفحات الحاضر،ونظرا لأهمية القصبة التاريخية والإجتماعية فإن العديد من المؤرخين وعلماء الآثار الأجانب يزورونها لدراسة معالمها التاريخية. ورغم هذا الوصف تبقى القصبة إحدى الآثار الصامدة شاهدا تاريخيا على أصالة التراث الجزائري وعراقة ثقافة هذا الشعب التي يعجز اللسان عن وصفها ، ويقف أبدع الفنانين أمام سحرها الأخاذ،فيما يبقى هذا الحي محافظا على تراث الجزائر و خصوصيته التي تميزه عن باقي الدول العربية.
الموضوع منقول | “القصبة”.. حكاية عريقة تروي تاريخ الجزائر | الرابط |
0 التعليقات: