تشاهدون الآن: | |
---|---|
موضوع:ابتسمْ.. أنت أيضا جزائري | |
سلسلة:خمسينية الإستقلال | |
نبذة:أنت جزائري | |
الصنف:جزائر،استقلال |
نجحت اليوم في إستدراج أشعة الشمس والإختلاء بها في غرفة نومي. وقلت في سري: “إذا كانت أسباب الحزن كثيرة فإن فرحا واحدا يستطيع أن يعدّل النهايات ويجعلها في صالحي دائما، لمجرد أنني أستحق ذلك”.
أستحق ذلك لأنني جزائري..
أستحق ذلك لأنني جزائري..
متمسك
بجزائريتي، متلبس بها، موغل فيها، متطرف لها.. وأعلن هذا كل لحظة..
أعلنها.. أحيانا بكل طيبة قلب وأحيانا بوقاحة. ولدي إستعداد أن..…
أن أحمل السلاح وأقاتل بشراسة ضد كل من يمس شعرة واحدة من رأس بلادي..
إنني أحبها.. ولا أستطيع… بل لا أريد... بصراحة.. لا أريد الشفاء من حبها..
أليس من حقي أن أمرض بحب بلادي؟.... وأدافع عن حقي في التواطؤ المعلن مع الحب والخير والجمال فيها، دون إنتظار الإذن من أحد وحجتي في ذلك أنني جزائري؛ إذا فأنا حر. ومن حقي في أن ألوح للسماء بكلتا يدي.. فأنا أقف على أرض دفع آبائي مهرها· ومن حقي أن أكتب في هذا العيد رسالة حب للغد الآتي، لأنني أعي جيدا، ما معنى أن يكون لي تاريخ أفتخر بذكره.. تاريخ يجعلني لا أتمنى أن أكون إلا نفسي، وأيضا لا أقبل أن يزاحمني غيري فيما أملك.. تاريخ يجعلني شديد الإعتزاز بنفسي لأنني معني به وملزم بحمل رايته والدفاع عن قيمه ومكتسباته· لكن على طريقتي الخاصة التي لا أدعو أحدا لإتبعاها، فهي جزء من خصوصياتي وأسراري العاطفية·
أن أحمل السلاح وأقاتل بشراسة ضد كل من يمس شعرة واحدة من رأس بلادي..
إنني أحبها.. ولا أستطيع… بل لا أريد... بصراحة.. لا أريد الشفاء من حبها..
أليس من حقي أن أمرض بحب بلادي؟.... وأدافع عن حقي في التواطؤ المعلن مع الحب والخير والجمال فيها، دون إنتظار الإذن من أحد وحجتي في ذلك أنني جزائري؛ إذا فأنا حر. ومن حقي في أن ألوح للسماء بكلتا يدي.. فأنا أقف على أرض دفع آبائي مهرها· ومن حقي أن أكتب في هذا العيد رسالة حب للغد الآتي، لأنني أعي جيدا، ما معنى أن يكون لي تاريخ أفتخر بذكره.. تاريخ يجعلني لا أتمنى أن أكون إلا نفسي، وأيضا لا أقبل أن يزاحمني غيري فيما أملك.. تاريخ يجعلني شديد الإعتزاز بنفسي لأنني معني به وملزم بحمل رايته والدفاع عن قيمه ومكتسباته· لكن على طريقتي الخاصة التي لا أدعو أحدا لإتبعاها، فهي جزء من خصوصياتي وأسراري العاطفية·
أحب بلادي وأتفنن في حبي لها، وهذا لا يعني أنني أؤدي تحية العمل كل صباح
فأنا بصراحة، لا أحب تحية العلم· أنا أكتفي بممارسة أشياء صغيرة، وكلي إعتقاد أنها جزء من واجباتي الأساسية·
أحب بلادي وأعتني بحبي لها كما يعتني اليابانيون بتصفيف مزهرياتهم وأهل الكوفة بوضع الكوفيات على رؤوسهم، ولا أمارس هذا بمنطق إستعراضي بل أمارسه كما يمارس الماء عشقه للمجرى، وكما يمارس الهواء علاقته الطبيعية مع ضفائر النساء الجميلات·
أحب بلادي وأعمل ما بوسعي لكي أكون جديرا بها، وسأخفي فائض الحزن الذي لديّ، لكي لا أجرح قلبها الرقيق، ولا أكتفي بذلك بل أستعير وردة من خصلة أول فاتنة تمر وأهديها لها هذا العيد.. وأدخر كل دموعي لأصنع منها باقة وأهديها لها العيد المقبل.
أحب بلادي وأنتخبها من بين كل بلدان العالم.. وأنتخب كل ما فيها وما يخصها أو يعبر عنها..
أحب بلادي وأعتني بحبي لها كما يعتني اليابانيون بتصفيف مزهرياتهم وأهل الكوفة بوضع الكوفيات على رؤوسهم، ولا أمارس هذا بمنطق إستعراضي بل أمارسه كما يمارس الماء عشقه للمجرى، وكما يمارس الهواء علاقته الطبيعية مع ضفائر النساء الجميلات·
أحب بلادي وأعمل ما بوسعي لكي أكون جديرا بها، وسأخفي فائض الحزن الذي لديّ، لكي لا أجرح قلبها الرقيق، ولا أكتفي بذلك بل أستعير وردة من خصلة أول فاتنة تمر وأهديها لها هذا العيد.. وأدخر كل دموعي لأصنع منها باقة وأهديها لها العيد المقبل.
أحب بلادي وأنتخبها من بين كل بلدان العالم.. وأنتخب كل ما فيها وما يخصها أو يعبر عنها..
أنتخب ماءها وهواءها، رياحها وأمطارها، بيوتها وساحاتها.. مقاهيها، شوارها، نساءها وأطفالها..
رغم ذلك فلا حساسية لدي من كل ما هو آخر..
أحب الآخرين وأحترمهم، لكن بداوتي تغلب علي فأنحاز لتفاصيل الخاصة في بلادي..
مثلا… لا حساسية لدي من طقم الصحون المرتّب، رغم ذلك فأنا أنتخب “طبسي القلاّل” دائما..
لا أعادي الجلباب، لكنني أناصر “حايك المرمّة” بشدة.. مثلما أناصر القندورة العربية والقبايلية وقندورة ”واد سوف” والزي التارغي.. رغم إحترامي للقميص المستورد طبعا..
أناصر الدراعة والبرنوس والقشابية..
أناصر “الجلابة” وأهتف لها.. مع إحترامي للـ”جلابية” وأصحاب الجلابية..
أناصر “الشكوة”.. أنا بدوي يا جماعة.. مع “الشكوة” مع القربة والقلّة والهيدورة والمطحنة والمثرد والقصعة ومغرف العود ومغرف النوال والكسكاس والمنديل والبرمة والطاوة وطجين الطين..
مع… لكنني لست ”فتافيت” و”كلام نواعم”·
مع هذا التعبير: ”بصحتك”..
لا أستلطف هذا التعبير الآخر: ”شهية طيبة”..
مع “مرْورْ النّافس” و”الروينة” و”الطمينة” و”الشرشم”··
مع الشخشوخة والكسكسي والغرايف والبغرير والعيش والمردود والحريرة والمحجوبة والفطير والرخساس والرّقّاقْ والمطلوع وخبز الدار.. لست ضد البيتزا طبعا، ولا ضد المعكرونة والمجدّرة وكل الأكلات المعروضة في مسلسل باب الحارة·
مع “باب الواد” ولا يستهويني “باب الحارة” المقفل بإحكام..
مع “خضرا” المدروشة لست ضد.. في الواقع.. أنا ضد ”أم زكي”..
مع الدارجة الجزائرية، ضد الفصحى المستوردة..
مع ”تهبل” ضد ”تجنن”، مع مليحة ضد ”منيحة”،
مع “وشراك يا خويا”.. لست مع ”كيف الحال يا ولد العم”
مع الشابة “يمينة” لست ضد هيفا وهبي·
مع ”لاله لميمة بطيتي مجيتيش” لست ضد ”ماما زمانها جاية”
مع السروال الحوكي والبوحجر لست ضد البنطلون..
مع البنطوفة والبلغة والبشماق لست ضد الشبشب..
مع الموس البوسعادي لست ضد الخنجر اليمني والعماني..
مع الشاش والشاشية واللحفة والملحفة واللحاف والمحفل والجحفة والحزام المشدود وحزام الويز وتاج العروس والخمسة على جبين الحرة..
مع خلخال الفضة والبثرور وسْخاب العنبر والسبحة والمسواك والحنة واللبان والخانة على الخد الرمان والمحرمة والفولارة والمنديل لست ضد الخمار..
مع ”لعجار” لست ضد النقاب..
مع ”ما الزهر” لست ضد ماء الورد..
مع صابون الطرف والعطرشة لست ضد المسك المصنع في الجزيرة العربية..
مع عرب إفريقيا وأمازيغ إفريقيا، مع إفريقيا· ضد باعة بول الإبل..
مع ثقافة بلادي ضد الثقافة على طريقة سوبير ستار وسوق عكاظ·· والنخاسة المعصرنة، والتجارة في الشعر، والعصبيات البائدة..
مع مؤسساتنا الثقافية بشرط ألا تكون غرف تبديل لنجمات ونجوم البترودولار..
مع إتحاد الكتاب الجزائريين بشرط ألا يكون على رأسه شخص بلا رأس..
مع عكاظية الشعر العربي بشرط ألا تكون منبرا للتشدد..
مع الصالون الدولي للكتاب في الجزائر، بشرط ألا يكون ملعب كرة قدم، ويكون الجمهور فيه سعيدا بجمع كتب الوهابية وكتب الفتاوى التكفيرية والكتب التي تدعو الرجال لضرب النساء وتدعو النساء للموت طواعية··
مع التنوير ضد مشاريع الإقحال، مع الحوار والمساواة والأخوة تحت شعار الندية لا تحت أحذية الغزاة..
مع الصحراء الكبرى ضد المنتجعات السياحية التي تقام بها حفلات ذبح الكتاب الشرفاء..
مع بلادي..
مع الجزائر إلى آخر نفس..
شكرا لصانعي التاريخ ممن إستشهدوا وممن هم على قيد الحياة··
شكرا للأمهات الجميلات ودرتهن ”جميلة بوحيرد”..
شكرا لكل شجرة إحتمى بها مجاهد..
شكرا لكل قطرة دم طهرت الأرض من دنس الغاصبين..
شكرا لمحرري بيان أول نوفمبر ومحرري العقول من وهم خيار الحل السلمي..
شكرا لهؤلاء الأبطال الذين لم يجدوا الوقت لكتابة مذكراتهم فكانوا أكثر نزاهة وأكثر سموا من التاريخ ذاته..
شكرا لكل غيور عن وطنه مدافعا عن كرامته مؤمن بأن الحرية تاج لا تراه إلا عيون الحالمين بها..
رغم ذلك فلا حساسية لدي من كل ما هو آخر..
أحب الآخرين وأحترمهم، لكن بداوتي تغلب علي فأنحاز لتفاصيل الخاصة في بلادي..
مثلا… لا حساسية لدي من طقم الصحون المرتّب، رغم ذلك فأنا أنتخب “طبسي القلاّل” دائما..
لا أعادي الجلباب، لكنني أناصر “حايك المرمّة” بشدة.. مثلما أناصر القندورة العربية والقبايلية وقندورة ”واد سوف” والزي التارغي.. رغم إحترامي للقميص المستورد طبعا..
أناصر الدراعة والبرنوس والقشابية..
أناصر “الجلابة” وأهتف لها.. مع إحترامي للـ”جلابية” وأصحاب الجلابية..
أناصر “الشكوة”.. أنا بدوي يا جماعة.. مع “الشكوة” مع القربة والقلّة والهيدورة والمطحنة والمثرد والقصعة ومغرف العود ومغرف النوال والكسكاس والمنديل والبرمة والطاوة وطجين الطين..
مع… لكنني لست ”فتافيت” و”كلام نواعم”·
مع هذا التعبير: ”بصحتك”..
لا أستلطف هذا التعبير الآخر: ”شهية طيبة”..
مع “مرْورْ النّافس” و”الروينة” و”الطمينة” و”الشرشم”··
مع الشخشوخة والكسكسي والغرايف والبغرير والعيش والمردود والحريرة والمحجوبة والفطير والرخساس والرّقّاقْ والمطلوع وخبز الدار.. لست ضد البيتزا طبعا، ولا ضد المعكرونة والمجدّرة وكل الأكلات المعروضة في مسلسل باب الحارة·
مع “باب الواد” ولا يستهويني “باب الحارة” المقفل بإحكام..
مع “خضرا” المدروشة لست ضد.. في الواقع.. أنا ضد ”أم زكي”..
مع الدارجة الجزائرية، ضد الفصحى المستوردة..
مع ”تهبل” ضد ”تجنن”، مع مليحة ضد ”منيحة”،
مع “وشراك يا خويا”.. لست مع ”كيف الحال يا ولد العم”
مع الشابة “يمينة” لست ضد هيفا وهبي·
مع ”لاله لميمة بطيتي مجيتيش” لست ضد ”ماما زمانها جاية”
مع السروال الحوكي والبوحجر لست ضد البنطلون..
مع البنطوفة والبلغة والبشماق لست ضد الشبشب..
مع الموس البوسعادي لست ضد الخنجر اليمني والعماني..
مع الشاش والشاشية واللحفة والملحفة واللحاف والمحفل والجحفة والحزام المشدود وحزام الويز وتاج العروس والخمسة على جبين الحرة..
مع خلخال الفضة والبثرور وسْخاب العنبر والسبحة والمسواك والحنة واللبان والخانة على الخد الرمان والمحرمة والفولارة والمنديل لست ضد الخمار..
مع ”لعجار” لست ضد النقاب..
مع ”ما الزهر” لست ضد ماء الورد..
مع صابون الطرف والعطرشة لست ضد المسك المصنع في الجزيرة العربية..
مع عرب إفريقيا وأمازيغ إفريقيا، مع إفريقيا· ضد باعة بول الإبل..
مع ثقافة بلادي ضد الثقافة على طريقة سوبير ستار وسوق عكاظ·· والنخاسة المعصرنة، والتجارة في الشعر، والعصبيات البائدة..
مع مؤسساتنا الثقافية بشرط ألا تكون غرف تبديل لنجمات ونجوم البترودولار..
مع إتحاد الكتاب الجزائريين بشرط ألا يكون على رأسه شخص بلا رأس..
مع عكاظية الشعر العربي بشرط ألا تكون منبرا للتشدد..
مع الصالون الدولي للكتاب في الجزائر، بشرط ألا يكون ملعب كرة قدم، ويكون الجمهور فيه سعيدا بجمع كتب الوهابية وكتب الفتاوى التكفيرية والكتب التي تدعو الرجال لضرب النساء وتدعو النساء للموت طواعية··
مع التنوير ضد مشاريع الإقحال، مع الحوار والمساواة والأخوة تحت شعار الندية لا تحت أحذية الغزاة..
مع الصحراء الكبرى ضد المنتجعات السياحية التي تقام بها حفلات ذبح الكتاب الشرفاء..
مع بلادي..
مع الجزائر إلى آخر نفس..
شكرا لصانعي التاريخ ممن إستشهدوا وممن هم على قيد الحياة··
شكرا للأمهات الجميلات ودرتهن ”جميلة بوحيرد”..
شكرا لكل شجرة إحتمى بها مجاهد..
شكرا لكل قطرة دم طهرت الأرض من دنس الغاصبين..
شكرا لمحرري بيان أول نوفمبر ومحرري العقول من وهم خيار الحل السلمي..
شكرا لهؤلاء الأبطال الذين لم يجدوا الوقت لكتابة مذكراتهم فكانوا أكثر نزاهة وأكثر سموا من التاريخ ذاته..
شكرا لكل غيور عن وطنه مدافعا عن كرامته مؤمن بأن الحرية تاج لا تراه إلا عيون الحالمين بها..
0 التعليقات: